تعتبر تجارة الفوركس نوع من التجار المختلف عن أنواع التجارات الأخرى بل و تنفرد بمزايا لا يمكن وجدها في أنواع
أخري , فكما هو معلوم فإن المشاركون في
سوق الفوركس بنوك تجارية كبيرة بالدرجة الأولي , حيث أنها هي الطريق الأساسي في
العمليات الرئيسية و ذلك بخضوعها لأوامر من الشركات التي تنشط في التصدير أو
الإستيراد و كذلك المؤسسات الإستثمارية و شركات التأمين و المستثمرين الأفراد و
مؤسسات أخري , و تجدر الإشارة إلي أن حجم الأموال التي تستثمرها البنوك الكبري يومياً تصل إلي عدد مهم
جدا من المليارات للبنك الواحد ، مع العلم أن الجزء الأساسي من أرباح
هذه بنوك تحصل عليه بفضل المضاربة في العملات فقط , و نفس الأمر
بالنسبة لمكاتب السمسرة و التي تقوم بدور الوسيط بين عدد كبير من البنوك والمراكز
التجارية و صناديق النقد و غيرها , زيادة علي كل ذلك نلاحظ أن البنوك و مكاتب
السمسرة لا تقف عند بيع و شراء العملات بالأسعار المعروضة عليها فقط و إنما تقوم
بعرض أسعارها الخاصة , وبهذه الطريقة يكون للبنوك و مكاتب السمسرة تأثير فعال علي
عملية تحديد الأسعار و نشاطات السوق و لهذا السبب يسمون بصناع السوق .
و إذا أمعن النظر في لائحة المشاركين في سوق العملات فسيتبادر
لنا أن السوق يستخدم في العمل جاد و لأهداف جدية , كما أن هناك فئة كبيرة جدا من مستثمري
الفوركس تستخدمه لأغراض أخري غير المضاربة , و بمأن تغيير أسعار العملات يمكن أن يسفر
علي خسائر كارثية في عمليات التصدير و الإستيراد , فإن المستوردون و المصدرون يقومون
بعملية التسيج من أجل تأمين موقفهم من تقلبات السوق عن طريق إستعمال بعض أدوات سواق
النقد كالمتاجرة بسعر معين لوقت محدد ، أو إستعمال البيع و الشراء المستقبلي أو ما
شابهه لذلك يسموك بصناع السوق . و ليس التجارة التي تعتمد علي التصدير و الإستيراد هي التجارة الوحيدة المهددة
بتكبد الخسائر إثر تقلب الأسعار بل و حتى التجارات التى لا ترطبت بالتصدير و الإستيراد
يمكنها أن تتكبد الخسائر , و لذلك أصبحت دراسة الفوركس جزء لا يمكن فصله عن العمل المثمر .




0 comments:
إرسال تعليق